28‏/01‏/2009

العيش سدى


لا أسوأ من أن تضع رأسك على الوسادة في آخر النهار و تسأل نفسك ماذا فعلت اليوم فتجيبك ....... لا شيء

لا أسوأ من أن تعيش حياة ترفضها , تمقتها , تحلم بغيرها ...

هذا يشبه تماماً أن تدرس تخصصاً لا تحبه , أو أن ترتبط بشخص لا ترغب به , أو أن تعمل بوظيفة تتمنى لو كانت إنساناً فتقتله ,

ما بالك لو تجمع أكثر من شيء ترفضه في حياتك و أثقل كاهلك طوال عيشك ,

ستكتشف عندها أنك تعيش لهدف واحد .. وهو تحقيق أهداف الاخرين ... ستكتشف بأنك مجرد آلة مهمتها تلبية رغبات الاخرين .

قد يصل بنا الحال الى عيش يوميات مجنونة , سر جنونها التناقض الذي تحمله لنا كل يوم , التناقض الذي يضرم النار في صدورنا منذ الصباحات المشرقة لكل يوم , وما يزيد من تأججها ضرورة إظهار العكس تماماً , فبينما تعيش التناقض في نفسك الدفينة يجب أن تبدو في أحسن حال وأن لا يرى الاخرين منه شيئاً , لا يجب أن يروا منك سوى الاستقرار والتوازن والتبسم ...

كيف يمكن أن يتوازن إنسان يختلف مابداخله عما خارجه و يظهر عكس مايبطن , كل يوم ,كل يوم .

لا شك بأن هذا الكم من التناقض يؤدي في نهاية الامر الى حدوث تمزق في النفس البشرية نتيجة الشد المضاد بين الواقع المعاش والمرغوب به ,

لكنني لا أعرف كيف هي اعراض هذا التمزق ...

26‏/01‏/2009

صديقي بطل قومي


روى لي صديقي ما جرى له أثناء ذهابه الى الصيدلية بأحد المستشفيات العامة كي يحضر لوالدته دواء السكر ( نسأل الله لها العافية )...

كان الطابور طويلاً ومتعرجاً , وكلٌ ينتظر دوره , و فجأة حضر رجل يرتدي بدلة شرطي ( ذات شريطين فقط لا غير ) , و إذا به يتجاوز كل الطابورالممتد و يقف بالقرب من مقدمته ..... والكل سكوت و ينظر...

لم يرق هذا التصرف لصديقي و لم يحتمل الصمت والسكوت على هذا التجاوز فأخبره بأنه تعدى على النظام الخاص بالطابور وطلب منه أن يرجع الى مؤخرته و يقف حيث يجب ,

لم يهتم الشرطي بكلام صديقي وتمتم ببضع كلمات لا معنى لها واقفاً مكانه,

فأعاد صديقي الكرة وحاوره قائلاً بأن هذا لايجوز وأنه يأخذ مكان غيره باقتحامه الطابور بهذا الشكل , وأنه يؤخر كل هؤلاء الذين قدموا قبله وانتظروا قبله .. نظر اليه الشرطي منزعجاً من هذا الشخص الذي يعترض دوناً عن كل الواقفين , و تبادلا الكلام و علت الاصوات من الاشخاص الواقفين في الطابور مطالبين بالحق العام ( فجأة اكتشفوا أن صديقي على حق وفجأة اكتشفوا أن هناك تجاوزاً قد حدث بطابورهم العتيد ) ...في هذه اللحظة تدخل رجل كبير في السن في محاولة منه لتهدئة الوضع وتقدم باقتراحه الجسور قائلاً لصديقي : أنا اعطيه مكاني ... و قام بدفع الشرطي و حشره أمامه في الطابور !!!

عندها احس صديقي بظلم أكبر و تسفيه لرأيه ..فالسماح للشرطي باتخاذ موقف أمام الرجل لم يكن إلا تثبيتاً لحق غير مشروع ..

أصر صديقي على موقفه و قال للرجل الكبير : مادمت اعطيته مكانك ..أخرج أنت إذاً من الطابور و قف في مؤخرته بدلاً من الشرطي.

تعالت الاصوات والاعتراضات من هذا وذاك , و لم يحتمل الشرطي كل هذا الاعتراض والكلام فخرج من الطابور متأففاً وحانقاً من موقف لم يتعود عليه وربما لم يواجهه في حياته !

ابتسم كل من كان واقفاً في الطابور و أحسوا بنشوة الانتصار و الفخر بما فعله صديقي و أخذ كل منهم يصحح وقفته في مكانه المخصص له.. و عمل الرجل الكبير عمل المنسق للطابور وتولى مهمة ترتيبه , و ربت شيخ على كتف صديقي وقال له : بارك الله فيك يا بني !

بعد أن سردت عليكم القصة سأطرح بعض الاسئلة :

- لماذا لم يعترض كل من في الطابور على تصرف الشرطي من البداية ؟؟
- هل أحسوا فعلا بأنه تصرف غير مقبول ؟ وإذا كان كذلك فلماذا تقبلوه بصمت ؟
- هل شعروا بالظلم أم لا ؟
- هل كانوا ليتبنوا منطق الصمت حتى لو كان الشخص المتعدي شخص عادي وليس شرطي ؟
- لماذا تعالت أصواتهم بالحق فقط حين بدأ النقاش يحتدم بين صديقي و الشرطي وأصر على إبعاده ؟
- أين موقف الطابور من قول نبينا الكريم " فمن لم يستطع فبلسانه " ؟



03‏/01‏/2009

جُـن الببغاء حين اكتشف الحقيقة


استوقفني هذا الخبر في شبكة الاعلام العربي" محيط" :

حوّل مواطن فرنسي منزله إلى مستشفى عقلي للببغاوات، واشارت تقارير صحفية الى أن جاك لوفيونيز قرر استضافة أكثر من ثلاثين طيراً من الببغاوات المضربة عن الكلام والرافضة للتواصل.

وعن السبب الذي يدفع الببغاء إلى الجنون، يقول لوفيونيز ان الفرنسيين يشترون الببغاء وهو صغير، ويحاولون تعليمه الكلام، وبما ان الببغاء يكبر بين الناس، ولا يرى في حياته الطيور وبالتالي فهو يقلد البشر كهز الرأس وغيرها من الحركات التي يقومون بها، وعندما يكبر يعرف انه ليس بآدمي، ولذلك فانه يصاب بالاحباط وبالجنون، ومن هنا يأتي اضرابه عن الكلام.

وتقوم طريقة العلاج التي يتبعها جاك لوفيونيز على النظام الغذائي، ليذكر الببغاء بانه طير، والريجيم الغذائي الذي يفرضه على الببغاوات يتوقف عند الحبوب والخضار والفاكهة، حيث يعاني مرضى لوفيونيز من الافراط في أكل اللحوم والبطاطا المقلية، ويقوم لوفيونيز يومياً بغسل الببغاوات وباجراء المساجات لها، هذا اضافة إلى الرعاية والحنان الخاصين بها.

انتهى الخبر ..


مسكين ذاك الببغاء الذي يكشتف فجأة أنه ليس إنساناً ,بل حيوان فيصيبه مايصيبه من جنون من هول الحقيقة التي اكتشفها ..

هنا أتساءل ..

ترى ماذا يصيب المرء حين يكتشف بأنه آدمي ؟؟

ترى ماذا يصيبه حين يُعامل معاملة الآدميين ؟؟

حين ينتقل من موطن كان يُحسب فيها على النمل الى بلد يعامل فيها معاملة تذكره بحقيقة كان قد نسيها منذ عهود , تذكره بأنه إنسان .

إذا كنت قد مررت بتجربة اكتشاف الحقيقة فأنا بانتظار ردك .