وصلت باكراً ذلك اليوم الى مقر عملي , أقود السيارة بهدوء وأجول بعيني باحثة عن ركن أصف السيارة فيه , لمحت سيارة قادمة , كانت سيارة زميلي في العمل , الزميل الممتعة صحبته , والد الطفلة الجميلة ذات الاربع أشهر , طفلته الوحيدة , أراني صورتها , ما اجملها , كان يحدثني عنها دائماً , كيف تلوح بذراعيها حين تشاهد التلفزيون , و حين أخذها للتطعيم وكيف أصابتها الحساسية جراء الابرة وكيف أنتشرت البقع الحمراء على بشرتها البيضاء الرقيقة ... فكرت و أنا أرى السيارة متجهة نحوي بأني سأحظى أخيراً برؤية الصغيرة الحلوة و ربما تسمح لي والدتها فأحملها بين ذراعي وادغدها فتمنحنى احدى ابتساماتها البريئة فتحول يومي الممل الرتيب الى صباح مشرق ,وفكرت أيضاً بأني لم ألتق بزوجة زميلي العزيز من قبل وهذه فرصة كي يعرفني بها , اقتربت السيارتان فلوحت بيدي لزميلي مرحبة وابتسمت له , مرت السيارة بجانبي مسرعة, شاهدتها تغدو في طريقها من خلال مرآتي الجانبية , لم يبادلني التحية كما كان يفعل في المرات التي كنا نلتقي فيها ويكون بمفرده , كان يوقف السيارة ويفتح نافذته ونتبادل التحية والاخبار السريعة عن العمل و ربما مزحة من هنا وهناك , كلا , هذه المرة و هو برفقة زوجته لم يتوقف ولم يفعل شيئا من ذلك ...
مهلاً ... أظنه فعل شئ ما ...أظنني لمحت شبح ابتسامة , أو ربما خيِل لي أني لمحتها
شكراً يا زميلي العزيز , يكفيني شبح ابتسامة
مهلاً ... أظنه فعل شئ ما ...أظنني لمحت شبح ابتسامة , أو ربما خيِل لي أني لمحتها
شكراً يا زميلي العزيز , يكفيني شبح ابتسامة